كيفية التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة

كيفية التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة

تربية المراهقين قد تكون مجزية في بعض الأحيان، ولكنها أيضًا مليئة بالتحديات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالدراسة. واحدة من أكثر الصعوبات التي يواجهها الآباء هي معرفة كيفية التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة. سواء كان ذلك بسبب قلة الدافع، أو التشويش، أو الخوف من الفشل، يمكن أن تخلق هذه المشكلة توترًا في المنزل وتؤثر على تقدم المراهق الأكاديمي. هنا نقدم لك خمس استراتيجيات عملية لمساعدة ابنك المراهق على الاستمرار في الدراسة وتحفيزه في بيئة دراسية إيجابية. العائلة تلعب دورًا محوريًا في دعم المراهق وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق النجاح الدراسي.

  1. ساعدهم في اكتشاف دافعهم الداخلي

عندما يتعلق الأمر بـ كيفية التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة، يميل الآباء إلى اللجوء إلى محفزات خارجية مثل المكافآت أو العقوبات. ومع ذلك، تظهر الأبحاث أن الدافع الداخلي — حيث يأتي الحافز من داخل الشخص نفسه — هو أكثر فعالية بكثير في تعزيز النجاح الأكاديمي على المدى الطويل.

ابدأ بتحديد ما يثير اهتمام المراهق حقًا. هل هو شغوف بالرياضة أو الفن أو القضايا الاجتماعية؟ استخدم هذه الاهتمامات لربط الدراسة بأهدافه الشخصية. على سبيل المثال، إذا كان يحب الرياضة، اشرح له كيف أن الدرجات الجيدة يمكن أن تساعده في الحصول على منحة دراسية. إذا كان مهتمًا بالقضايا الاجتماعية، شجعه على البحث في المواضيع التي تهمه وتقديم نتائج أبحاثه.

من خلال ربط دراسته بشغفه، يمكنك مساعدته على رؤية التعلم كأنشطة ذات مغزى بدلًا من كونه عبئًا. هذه الطريقة تعد حاسمة عند التفكير في كيفية التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة، حيث أنها تحول نظرتهم من الالتزام إلى الفرصة.

2.    تجنب المبالغة في متابعة تقدمهم

على الرغم من أنه من الطبيعي أن يرغب الآباء في متابعة تقدم أبنائهم، فإن السؤال المستمر مثل: “هل أنهيت واجبك؟” أو “كيف تسير مع مشروعك؟” قد يؤدي إلى نتائج عكسية. غالبًا ما يفسر المراهقون ذلك على أنه عدم ثقة في قدراتهم، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم ودافعهم.

بدلاً من ذلك، امنحهم مساحة لإدارة عبء عملهم. حدد توقعات واضحة وأوقات تسليم، لكن دعهم يتولون المسؤولية عن مهامهم. إذا احتاجوا للمساعدة، تأكد من أنهم يعرفون أنك موجود، لكن تجنب التدخل المفرط. هذا التوازن أساسي عند تعلم كيفية التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة، حيث إنه يمنحهم القوة لأخذ زمام المبادرة في تعليمهم.

3.    تشجيع التواصل المفتوح

يكون المراهقون أكثر استعدادًا للانخراط في الدراسة إذا شعروا بالدعم بدلاً من الضغط. شجع التواصل المفتوح من خلال خلق مساحة آمنة حيث يمكنهم مشاركة صعوباتهم دون الخوف من الانتقاد.

على سبيل المثال، إذا كانوا يشعرون بالإرهاق بسبب مادة معينة، يمكنك طرح أسئلة مثل: “ما الذي تعتقد أنه سيساعدك في فهم هذا الموضوع بشكل أفضل؟” أو “هل هناك شيء يمكنني القيام به لدعمك؟” هذه الطريقة لا تبني الثقة فحسب، بل تساعدهم أيضًا في تطوير مهارات حل المشكلات.

عند التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة، تذكر أن دورك هو التوجيه وليس السيطرة. من خلال الاستماع وتقديم حلول بناءة، يمكنك مساعدتهم في التغلب على التحديات الأكاديمية بثقة.

4.    التعامل مع المثالية والخوف من الفشل

يتجنب العديد من المراهقين الدراسة بسبب خوفهم من الفشل. أظهرت دراسة أجرتها جامعة باث في عام 2018 أن المراهقين اليوم أكثر عرضة للمثالية، مما يؤدي إلى القلق والتسويف.

لمكافحة ذلك، طمئن المراهق أن الأخطاء جزء طبيعي من عملية التعلم. أكد لهم أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو جزء من النمو والتطور. احتفل بجهودهم بدلاً من التركيز فقط على الإنجازات، وذكرهم بنقاط قوتهم بخلاف التفوق الأكاديمي، مثل اللطف أو الإبداع أو الصمود.

عند التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة، يعد التعامل مع خوفهم من الفشل أمرًا ضروريًا لمساعدتهم على الاقتراب من عملهم بعقلية صحية. اجعلهم يعرفون أن حبك ودعمك لا يتوقفان على درجاتهم فقط.

5.    كُن قدوة لهم

يتأثر المراهقون بشكل كبير بتصرفات البالغين من حولهم. إذا كنت ترغب في أن يطور ابنك المراهق عادات دراسية جيدة، قدم لهم مثالًا على السلوك الذي ترغب في رؤيته. على سبيل المثال، إذا كنت تتوقع منهم تقليل وقت الشاشة أثناء الدراسة، فتأكد من أنك لا تتصفح هاتفك أثناء ساعات العمل.

يمكنك أيضًا أن تُظهر لهم نظرة إيجابية تجاه التعلم. شارك قصصًا عن كيف ساعدتك الدراسة في حياتك المهنية أو الشخصية، أو اتخذ مهارة جديدة أو هواية لتظهر لهم أن التعلم هو رحلة مستمرة طوال الحياة.

عند التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة، فإن تصرفاتك تتحدث بصوت أعلى من الكلمات. من خلال تجسيد القيم التي تريد غرسها، يمكنك إلهامهم لاعتماد عادات مشابهة.

الأفكار النهائية

إن معرفة كيفية التعامل مع المراهق الذي يرفض الدراسة يتطلب الصبر والفهم والتوجهات المناسبة. كل مراهق فريد من نوعه، لذا فإن ما يصلح لواحد قد لا يصلح لآخر. السر يكمن في التركيز على دوافعهم الداخلية، تقديم الدعم دون التدخل المفرط، وخلق بيئة يشعرون فيها بالأمان للتعبير عن مخاوفهم.

من خلال تشجيع التواصل المفتوح، ومعالجة المثالية، والقيادة من خلال القدوة، يمكنك مساعدة ابنك المراهق على تطوير علاقة إيجابية مع التعلم. تذكر أن الهدف ليس تحسين درجاتهم فقط، بل تزويدهم بالمهارات والعقلية اللازمة للنجاح في جميع جوانب حياتهم.

تربية المراهق ليست مهمة سهلة، ولكن مع الاستراتيجيات الصحيحة، يمكنك تحويل التحديات الأكاديمية إلى فرص للنمو والترابط.

 

المرجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *